يحضر الشاي في الثقافة المغربية حضورا قويا، فإذا كان البعض في عدد من المناطق المملكة يجمعون بين الخبز والشاي كوجبة غذائية فإن الأمر يختلف في الصحراء.
ففي جنوب المملكة يرتبط الشاي بفضاء وثقافة الصحراء، فهو ليس مشروبا تقليديا فحسب، بل سمة من سمات الكرم الصحراوي.. وعلامة من علامات الحفاوة والاستقبال، حيث أن الصحراويين ينادون ضيوفهم لتناول الشاي أكثر من الأكل، وعندما يريد الصحراوي أن يدعو إلى وليمة فهو يخاطب قائلا: (ياالله أنتيو )أي هيا نشرب الشاي، وتفاجأ بأنك مدعو إلى وليمة فخمة لكن الدعوة كانت باسم الشاي.
وللكأس الصحراوي نكهته ورغوته الخاصة التي تشكل جوهر اختلافه باختلاف طريقة إعداده وطقوسها حيث تحضر الجيمات الثلاثة:
1. الجمر: إذ لا يعد الشاي فوق قنينات الغاز، وإنما على الجمر،
2. الجيرة: وهي الإناء الذي يقدم فيه الحليب للضيوف والذي يحضر في كل جلسات الشاي،
3. الجماعة: أي الأشخاص الذي يحضرون جلسات الشاي.
يبقى غياب النعناع ميزة خاصة للشاي الصحراوي على غير غرار الشاي الشمالي والسوسي الذي يعتبر فيه النعناع مادة أولية، وفي هذا الصدد تحكي الحكايات التي تقال لحظات إعداد الشاي على سبيل الإضحاك أنه التقى صحراوي بسوسي فأعد السوسي الشاي للصحراوي لكن هذا الأخير فضل أن لا يستعمل السوسي أبى إلى أن ينعنع شايه قائلا:
أتاي بلا نعناع بناقص منو كاع
ليرد عليه الصحراوي قائلا:
أتـاي الرفيـع ما يحتاج الربيع
ويستقبل الصحراويون ضيوفهم أو (لْخطارْ) هكذا:
استاخروا (تفضلوا).. نْتييو(نشرب الشاي )..
الوقت مساء(الدحيميس)
الشاي المتقن (معدْل تَعْدَال زَيْنْ ومْطَرﱠحْ)
نعيد إعداد الشاي (نْعلو أتاي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق