تتفرد المناطق الصحراوية بعادات خاصة مرتبطة بالزواج،
فعادات الخطوبة السائدة بتلك المناطق لها سمة خاصة، تبدأ بالاتفاق على الزيجة بين عائلتي الخطيبين، ويجري العقد طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية بحضور القاضي وشاهدين ووكيلي العروسين، حيث تفرض العادات ألا يحضر العريس والعروس عقد القران. إلا أن القاضي يقوم شخصياً أو من خلال الشاهدين بالتأكد من رغبتهما في هذا الزواج. وذلك بعد مقابلة كل منهما على حدة، والحصول على توقيعيهما على وثيقة قبول الزواج، وهذا الإجراء يهدف إلى القضاء على الزواج دون رضى الطرفين وخاصة الفتاة. وهنا تظهر تجليات العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، على هذه المراسيم بدءاً بالخطوبة وشروط أهل العروس وكتابة العقد وانتهاء بليلة «الدخلة».
ومن المظاهر الملفتة في حفل الزفاف الصحراوي، ظاهرة إخفاء العروس أو ما يطلق عليه بـ «الترواغ»، وهو حسب العارفين بتقاليد المناطق الصحراوية امتحان يمر منه العريس لمعرفة مدى تعلقه بزوجته وحبه لها، إذ بقدر ما يبذل من جهد في البحث عنها ويطوي من المسافات في سبيل ذلك ويتصبب منه العرق، وبقدر ما ينفق ويستجيب لشروط صديقاتها، يكون مقياس حبه لها وتعلقه بها. أما إذا أظهر عدم اهتمام بالموضوع، أو لم يبذل جهداً في البحث عنها، فإن ذلك دليل على برودة حبه لها، مما يشكل نقيصة تعيَّر بها العروس بين صديقاتها في المستقبل، وهو ما يتجنبه غالبية العرسان في حفلات زفافهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق